بقلم الدكتور /الدكتور عادل عواض/ استشاري مخ وأعصاب الأطفال
بلا شك أن من أهم ما يرد إلينا في العيادات الخارجية بمستشفى أبها الخاص العالمي هو سؤال أسرة الطفل عن نموه الحركي والذهني ؟
فقد يتعرض بعض الأطفال لتأخر التطور الحركي بشكل لا يتماشى مع فئتهم العمرية، والذي تتمثل علاماته في صعوبة الزحف، أو الوقوف على القدمين، أو المشي، أو حتى القيام بأبسط المهارات الحركية، كتعلم كيفية تناول الطعام، الأمر الذي يتسبب في إصابة الأمهات بالقلق.
وهنا يجب أن نشير إلى ضرورة معرفة مراحل تطور الطفل الحركي والعصبي أمر بالغ الأهمية للأم لمعرفة كيفية التصرف مع الطفل، ومتابعة حركته باستمرار لتفادى أى مشاكل قد تظهر على الطفل ويتم علاجه بشكل سريع.
جدير بالذكر أن مهارات الطفل تبدأ فى التطور منذ الشهر الأول حتى سن 5سنوات، ويجب ملاحظة الطفل باستمرار للتأكد من نموه بشكل سليم من قبل الأهل والحرص على الزيارات الدورية المجدولة للطفل للعيادات
من أهم النقاط لمتابعة الطفل هي التأكد بأن الطفل ينمو عقليا وحركيا بما يناسب عمره وذلك بسؤال أهله وفحصه إكلينيكيا في (4) أمور : التطور الحركي ، التطور اللغوي ، التطور الاجتماعي ، التطور الذهني .
أي تأخر في أي من الأمور الأربعة يفضل زيارة استشاري أطفال أو المخ والأعصاب لتقييم حالة الطفل والتدخل مبكرا . فكثير من العوامل تساهم في حدوث هذا التأخر سواء كان شاملاً فيصيب كافة الأركان الأربعة كطفل عمره 3 سنوات فلديه تأخر حركي فلم يجلس بعد ويعاني من تأخر لغوي فلم ينطق بكلمة واحدة ولديه تأخر اجتماعي وذهني فلا يتفاعل مع من بجواره
بعض الأطفال يتأثر ركناً واحداً أو اثنين ، فقد يمشي في الوقت المناسب ولكن متأخر في الكلام ، والأهم أن يكون التقييم جيد وواضح، وليس كل طفل يجب أن يزور العيادة الطبية للتأكد من سلامته ويجب أن يأخذ كافة التطعيمات، ليتم تقييم الطفل من ناحية الوزن والطول والنمو العقلي والحركي .
ما الأسباب التي تؤدي إلى التأخر الكامل أو الجزئي للطفل ؟
– مشكلة في السمع لذلك ينمو الطفل بشكل طبيعي ولكنه لا يتكلم فيفضل عمل فحص اختبار السمع لكل طفل يعاني من تأخر النطق .
– مشكلة في العضلات وبعض الاعتلالات الجينية والتي تساهم في إصابة الطفل بالرخاوة في العضلات وعدم القدرة على الجلوس والحركة .
– ما قد يحدث وقت الولادة من تعسر في الولادة أو نقص في الأكسجين مما يؤثر على الدماغ ونموه وينعكس لاحقا على الطفل في تطوره الذهني والحركي .
– الأطفال الخدج وما يصيبهم خلال الأسابيع الأولى من مضاعفات الولادة المبكرة كنزيف الدماغ مما يؤثر لاحقا وبشكل واضح على حركة الجزء السفلي من الجسم.
– الامراض الاستقلابية واعتلات الجينات عامل مهم في حدوث التأخر الشامل للطفل .
ختاماً .. من خلال الزيارات المتكررة في العيادات تتم متابعة الطفل من جميع النواحي وما استطاع اكتسابه من مهارات سواء حركية أو لغوية خلال الفترة الماضية بعد أن يتم عمل اللازم له من تحاليل دم تخص الغدة الدرقية والأمراض الاستقلابية وانزيمات الكبد والعضلات وفيتامين دال ومستوى الكالسيوم ، وكذلك إذا إحتاج إلى تصوير الدماغ عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي وعمل الفحوصات الجينية على حسب حالة الطفل واحتياجه دائما هناك سبب ونحن نحاول اجتهادا وتوفيقا من الله الوصول للتشخيص في أسرع وقت .
بقلم الدكتور /الدكتور عادل عواض/ استشاري مخ وأعصاب الأطفال