تعد أمراض القلب الخلقية أكثر العيوب شيوعاً بين حديثي الولادة، إذ يصاب حوالي 1 من كل 100 حالة ولادة، ويمكن الكشف عن هذه الأمراض قبل أن يولد الطفل عن طريق تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، أو بعد الولادة إذا كانت هناك أعراض أو ملاحظات غير طبيعية خلال الفحص الطبي البدني، ويكون لدى العديد من الأطفال الذين يعانون من أمراض ..
إن القلب هو أحد الأعضاء المهمة في جسم الإنسان، ويكون حجمه صغيراً نسبياً مساوياً لحجم قبضة اليد، فهو عضلة مجوفة ذات شكل شبه مخروطي ومغلفة بغشاء يحميها ويُسمى التامور، تتحرك باستمرار طوال الوقت، تضخ الدم المحمل بالأكسجين والغذاء عبر الأوعية الدموية إلى كافة أعضاء الجسم، ويُعيد الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون ليوصله إلى الرئتين لتنقيته، ويوجد القلب في الجهة اليسرى من الصدر، ويتكون من أربع غرف هي: البطين الأيمن، البطين الأيسر، الأذين الأيمن، والأذين الأيسر، ويبدأ بالتشكل خلال المرحلة الجنينية ابتداء من الشهر الرابع وحتى السابع، وهناك بعض الأسباب الدوائية، المرضية، أو الوراثية التي يمكن أن تؤدي إلى أي توقف أو تأخر في النمو خلال مراحل التكون الجنيني، وينتج عنها ولادة الجنين بمرض خلقي، ولذلك فإن الفحص الدوري للأطفال يكشف عن هذه الإصابات، ما يتيح إمكانية علاجها في وقت مبكر، كما أن بعض التشوهات يمكن أن تعالج تلقائياً.
تظهر أعراض مرض القلب عند الأطفال حديثي الولادة عند الإصابة بتضيق الأبهر خلال أول أيام من حياة الطفل، وتزيد حدة الأعراض كلما زاد تضيق الشريان الأورطي، أهم هذه الأعراض :
- تحوُّل لون الجلد إلى اللون الرمادي الشاحب أو الأزرق (الزرقة).
- سرعة التنفس.
- تورم الساقين أو البطن أو المناطق المحيطة بالعينين.
- ضيق النفس أثناء الرضاعة، ما يؤدي إلى عدم زيادة وزن الرضيع زيادةً طبيعيةً.
لا يمكن تشخيص الحالات الأقل خطورة من عيوب القلب الخلقية حتى وقت متأخر من مرحلة الطفولة، فقد تشمل مؤشرات وأعراض عيوب القلب الخلقية عند الأطفال الأكبر سنًّا ما يلي:
- الإصابة بضيق النفس بسرعة أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- الشعور السريع بالإرهاق أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- الإغماء أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- حدوث تورم في اليدين أو الكاحلين أو القدمين
بقلم: الدكتور سفر بن مرفاع الشهرانياستشاري قلب الاطفال
-
السؤال كيف نقي ابنائنا حديثي الولادة من هذا المرض ؟
قد لا يكون بالإمكان الوقاية من الإصابة بعيوب القلب الخلقية؛ نظرًا لعدم معرفة السبب الفعلي للإصابة بها في أغلب الحالات، وفي حال زيادة خطر ولادة طفلاً مصاباً بعيوب خلقية في القلب، فربما تخضع الأم لاختبارات وفحوصات جينية أثناء فترة الحمل.
ففي الواقع، يمكن القيام ببعض الأمور التي قد تحد إجمالاً من مخاطر إصابة الأطفال بالعيوب الخلقية، مثل ما يلي:
- الحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة. بما في ذلك الالتزام بمواعيد متابعة منتظمة مع الطبيب في الحفاظ على صحة كل من الأم والجنين.
- تناول الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك. فقد ثبُت أن تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا يقلل من العيوب الخلقية التي تحدث في الدماغ والحبل النخاعي، وربما يساعد أيضًا في الحد من مخاطر حدوث عيوب بالقلب.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والتدخين. حيث قد تؤثر هذه السلوكيات سلبًا على صحة الجنين. ويجب الحرص على تجنُّب التدخين السلبي أيضًا.
- الحصول على لقاح الحصبة الألمانية. فتؤثر الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل على نمو قلب الطفل، لذا ينبغي الحرص على تلقي اللقاح قبل محاولة الحمل.
- ضبط نسبة السكر في الدم في حال الإصابة بداء السكري، فإن الحفاظ على نسبة السكر في الدم تحت السيطرة يحدُّ من مخاطر الإصابة بالعيوب القلبية.
- معالجة الأمراض المزمنة ففي حال الإصابة بحالات مرضية أخرى، مثل بيلة الفينيل كيتون، ينبغي التحدث إلى الطبيب بشأن أفضل وسائل العلاج والسيطرة عليها.
- تجنُّب المواد الخطرة وذلك أثناء فترة الحمل، يفنبغي ترك مهام الطلاء والتنظيف بالمنتجات ذات الرائحة النفاذة إلى شخص آخر.
- استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، فقد تتسبب بعض الأدوية في حدوث عيوب خلقية، لذا.. ينبغي إعلام الطبيب بجميع الأدوية التي يتم تناولها بما في ذلك الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.
- عمل فحص لقلب الأجنة من عمر ١٦ إلى ٢٤ أسبوع من الحمل
جدير بالذكر أن كل الفحوصات التي تم ذكرها خلال هذا الموضوع متوفرة في مستشفى أبها الخاص العالمي بمعايير عالمية وذات جودة شاملة .
بقلم: الدكتور سفر بن مرفاع الشهرانياستشاري قلب الاطفال