السمنة لدى الأطفال مقلقة بشكل خاص، لأن الوزن الزائد يؤدي إلى عدة مشكلات صحية، تتضافر عدد العوامل التي تزيد من خطر زيادة وزن الطفل، فلا ينبغي إلزام الطفل باتباع نظام غذائي لتخفيض وزنه دون استشارة أحد مقدمي الرعاية الصحية، مع تحسين عادات الأكل، مع ممارسة النشاط البدني، من أفضل الاستراتيجيات، للحد من سمنة الأطفال.
سمنة الأطفال حالة طبية خطيرة، ومشكلة عالمية: فهي تعرض الأطفال لخطر المشكلات الطبية التي يمكن أن تؤثر في صحتهم فورًا، وفي المستقبل. لا يمكن لأحد أن يستهين بالآثار السلبية المترتبة على السمنة في مرحلة الطفولة , والتي تعتبر من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقين والتي قد تؤدي إلى أمراض مثل السكري ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول إضافة بعض المشكلات النفسية منها عدم تقدير الذات والاكتئاب .لذلك لابد من العمل على التخلص من السِمنة في مرحلة الطفولة من خلال تحسين عادات الأكل وممارسة الرياضة كما إن مُؤشِّر كتلة الجسم، الذي يُوفِّر معيارًا للوزن بالنسبة إلى الطول، هو المقياس المقبول لزيادة الوزن والسمنة. ويمكن أن يستخدم طبيب الأطفال مخطَّطات النمو ومؤشر كتلة الجسم ويُجري فحوصات أخرى إذا لزم الأمر لمعرفة ما إذا كان وزن الطفل يمكن أن يُسَبِّب له مشكلات صحية أم لا.
ولتحديد ما إذا كان الطفل يعاني السمنة المفرطة، سوف يستخدم الطبيب مؤشر كتلة الجسم للطفل (BMI)؛ للحصول على تصنيف نسبي. ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس للوزن بالنسبة إلى مربع الطول، فإذا كان مؤشر كتلة جسم الطفل 95 % فأكثر فهو يُعد طفلًا بدينًا، وفي هذه الحالة قد يقوم الطبيب بفحص بدني كامل لما يلي:
- مستوى السكر في الدم.
- ضغط الدم.
- الدهون غير الطبيعية في الدم، للوقوف على ارتفاع الكوليسترول في الدم، والدهون الثلاثية العالية، وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد.
- الدهون في الكبد.
- المشكلات النفسية.
كما يُعد الطفل يعاني زيادة الوزن، ويتعرض لخطر السمنة إذا كان مؤشر كتلة جسمه بين 85 و95 %، ففي هذه الحالة قد يتم فحص ما يلي:
- تاريخ العائلة المتعلق بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع الكوليسترول الكلي، وداء السكري، والسمنة لدى الوالدين.
- الزيادة في مؤشر كتلة الجسم من سنة إلى أخرى.
الدكتور حسين جحلان
استشاري السكري وأمراض السمنة
- الأسباب :
- النظام الغذائي تناوُل الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بانتظام، مثل الوجبات السريعة والمخبوزات والوجبات الخفيفة الجاهزة، والحلويات .
- عدم ممارسة التمارين الرياضية : الفترات الطويلة من الجلوس على الأجهزة الالكترونية وقلة الحركة التي تؤدي إلى تراكم الدهون.
- العوامل العائلية إذا كان الطفل في أسرة يتسم أفرادها بزيادة الوزن، أو في بيئة تتوافر فيها الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بشكل دائم وينعدم فيها الاهتمام بالأنشطة البدنية.
- العوامل النفسية :عندما يتناول بعض الأطفال الطعام بشكل مفرط للتغلب على المشكلات أو لمعالجة بعض المشاعر مثل التوتر أو محاربة الملل. وقد تكون لدى والديهم ميول مماثلة.
- العوامل الاجتماعية والاقتصادية : قد تؤثر الحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة الطفل في نوعية الأطعمة التي يتناولها سواء من أسرة تتوفر لديها الإمكانيات الاقتصادية لشراء المأكولات الجاهزة أو الأسر المحدودة الدخل التي لا يتمكن الطفل من ممارسة الرياضة
عوامل الخطورة:
- النظام الغذائي، مثل: اختيار الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بدلًا عن الخيارات الصحية.
- قلة النشاط البدني.
- استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية لساعات متواصلة.
- النمط الغذائي لدى الأسرة التي تعاني زيادة الوزن.
- بعض الاضطرابات الجينية النادرة.
تتضمن المضاعفات الجسدية للسِمنة لدى الأطفال ما يلي:
- داء السكري من النوع الثاني.
- مشاكل الكولسترول المرتفع وارتفاع ضغط الدم. .
- ألم المفاصل.
- مشاكل في التنفس.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
- تأخر البلوغ وبالتالي تؤثر على التحصيل والأداء العلمي
لعل أهم طرق العلاج هي :
- إخضاع الطفل لنظام غذائي صحي ( يتألف من البروتينات والفواكه والخضروات ).
- ممارسة الرياضة بانتظام .
- متابعة العوامل المؤدية إلى السمنة بسبب عوامل معينة ( خلل في الغدة الدرقية أو مشكلة نفسية ) ،
- في حالة فشل كل ما سبق أو في الحالات الشديدة أو المتقدمة من السمنة ، تظل جراحات إنقاص الوزن خيارا علاجيا متاحا ، وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج .
الدكتور حسين جحلان
استشاري السكري وأمراض السمنة