بقلم اخصائي الجراحة العام
الدكتور ماجد رحال
يعرف سرطان الثدي بأنه مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراماً. ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة.
وتبدأ خلايا سرطان الثدي داخل قنوات الحليب و/أو الفصيصات المنتجة للحليب في الثدي. والشكل الأولي لها (اللابِد في الموضع) لا يهدد الحياة.
ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أنسجة الثدي القريبة (سرطان الثدي الغازي). ويخلق هذا أوراماً تسبب كتلاً أو سماكة في نسيج الثدي.
ويمكن أن تنتشر السرطانات الغازية إلى العقد الليمفاوية القريبة ,أو أجهزة الجسم الأخرى (النقائل). والنقائل يمكن أن تكون قاتلة.
ويعتمد العلاج على الشخص ونوع السرطان وانتشاره. ويجمع العلاج بين الجراحة والعلاج الإشعاعي أو الادوية
من هم المعرضون لخطر الإصابة بالمرض؟
يعد نوع الجنس (الإناث) أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، وتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال تقريباً 0.5-1٪. ويتبع علاج سرطان الثدي لدى الرجال نفس مبادئ التدبير العلاجي لدى النساء.
وتزيد عوامل معينة خطر الإصابة بسرطان الثدي بما فيها التقدم في العمر والسمنة، وتعاطي الكحول على نحو ضار، ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية (مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية , وعند الحمل الأول)، وتعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس. ونصف حالاتت سرطان الثدي تقريباً تصيب نساءً ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي بخلاف الجنس (أنثى) والعمر (أكثر من 40 عاماً).
ويرتفع خطر الإصابة بوجود سوابق عائلية لسرطان الثدي، بيد أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن سوابق عائلية معروفة بشأن هذا المرض. ولا يعني بالضرورة عدم وجود سوابق عائلية معروفة أن المرأة تواجه خطراً أقل.
العلامات والأعراض :
يمكن أن يكون لسرطان الثدي مزيج من الأعراض، خاصة في المراحل المتقدمة. ولا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند إصابتهم حديثاً بالعدوى.
ويمكن أن تشمل أعراض سركان الثدي ما يلي:
– كتلة في الثدي أو سماكة، دون ألم في كثير من الأحيان؛
– تغير حجم الثدي أو شكله أو مظهره؛
– ترصّع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد؛
– تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة)؛
– سائل غير طبيعي أو دموي من الحلمة.
ينبغي للأشخاص الذين يعانون من كتلة غير طبيعية في الثدي التماس الرعاية الطبية، حتى وإن كانت الكتلة لا تسبب ألماً.
ومعظم كتل الثدي ليست سرطانية.
ومن المرجح أن تُعالج كتل الثدي السرطانية بنجاح عندما تكون صغيرة ولا تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة.
وقد ينتشر سرطان الثدي إلى أماكن أخرى في الجسم ويؤدي إلى أعراض أخرى. وكثيراً ما يكون الموضع الأول الأكثر شيوعاً للانتشار هو العقد الليمفاوية تحت الذراع رغم إمكانية وجود غدد ليمفاوية حاملة للسرطان غير محسوسة.
ومع مرور الوقت، قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجهزة أخرى، منها الرئتان والكبد والدماغ والعظام. وبمجرد وصولها إلى هذه الأماكن، قد تظهر أعراض جديدة متصلة بالسرطان مثل ألم العظام أو الصداع.
العلاج :
يعتمد علاج سرطان الثدي على النوع الفرعي للسرطان ومدى انتشاره خارج الثدي إلى الغدد الليمفاوية (المرحلة الثانية أو الثالثة) أو إلى أجزاء أخرى من الجسم (المرحلة الرابعة).
ويجمع الأطباء بين العلاجات من أجل تقليل فرص عودة السرطان (تكراره). وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
– الجراحة لإزالة ورم الثدي؛
– العلاج الإشعاعي لتقليل خطر التكرار في الثدي والأنسجة المحيطة به؛
– الأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بما في ذلك العلاجات الهرمونية أو العلاج الكيميائي أو العلاجات البيولوجية الموجهة.
وعلاجات سرطان الثدي أكثر فعالية ويمكن تحملها بشكل أفضل عند البدء بها مبكراً ومتابعتها حتى النهاية.
وقد تزيل الجراحة النسيج السرطاني فقط (استئصال الورم) أو الثدي بالكامل (استئصال الثدي بالكامل). وقد تزيل الجراحة أيضاً العقد الليمفاوية من أجل تقييم قدرة السرطان على الانتشار.
ويعالج العلاج الإشعاعي السرطانات المجهرية المتبقية في أنسجة الثدي و/أو الغدد الليمفاوية ويقلل من فرص تكرار الإصابة بالسرطان على جدار الصدر.
ويمكن أن تؤدي السرطانات في مرحلة متقدمة إلى تآكل الجلد لتسبب قرحات مفتوحة (تقرحات) ولكنها ليست بالضرورة مؤلمة. وينبغي أن تخضع النساء اللواتي يعانين من جروح لا تلتئم في الثدي لخزعة.
ويجري اختيار الأدوية لعلاج سرطان الثدي بناء على الخصائص البيولوجية للسرطان على النحو الذي تحدده الاختبارات الخاصة (تحديد علامة الورم).
وأخيراً .. لابد من إتاحة التثقيف في مجال الصحة العامة لتعزيز الوعي بين النساء وأسرهن بشأن علامات سرطان الثدي وأعراضه، وفهم أهمية الكشف المبكر والعلاج، فإن مزيداً من النساء سيلتمسن مشورة الأخصائيين الطبيين عند الاشتباه بدايةً في إصابتهن بسرطان الثدي وقبل بلوغ أي سرطان مرحلة متقدمة. ويمكن تحقيق ذلك حتى في غياب الفحص بتصوير الثدي الذي قد لا يكون عملياً في بلدان كثيرة في الوقت الحاضر.